حكاية شعب.. بُناة السد العالي أبطال على قيد الحياة 

محرر "بوابة أخبار اليوم" بصحبة عدد من بناة السد العالي
محرر "بوابة أخبار اليوم" بصحبة عدد من بناة السد العالي

9 يناير 1960 "زى النهاردة" أعطي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إشارة بدء العمل في أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين والذي تناسب مع حفر قناة تحويل مجري نهر النيل ووصلت تكلفته الانشائية 415 مليون جنيه مصري تقريباً، وعمل فيه 400 خبير روسي ونحو 35 ألف مهندس وفني وعامل من المصريين والخبراء الروس.

ويقول ابو المكارم عبد الجليل صاحب 83 عاماً ،مقيم بمنطقة السد العالي ،التحقت ببناة السد العالى ، عندما كنت فى زيارة لأحد أقاربى فى  محافظة أسوان،  وعلمت منه أن "المشروع " طالب عمال ، وتقدمت للوظيفة حتى تم تعينى علم 1962 فنى تخريم ،مضيفا "كنت أتقاضي 12 جنية في الشهر.. مكنتش باخد إجازات حياتى كلها كانت شغل وكان بعض العمال يستخدمون ماكينة دركيشن، وكان يتم حفر الأحجار لتثبيت الديناميت بها، وكانوا يعطوا إنذار للعاملين بأنه سيتم انفجار اللغم عقب وضعه في الحفر بأعماق مختلفة، وكان العمال يقومون بأخذ سواتر حتي لا يصابوا بأي مكروه" ،مشيراً:كرمنى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشهادات تقدير ووسام استحقاق وميداليات تذكارية عليها اسم عبد الناصر ومشروع السد.

اقرأ أيضا| اقتصار احتفالات «أسوان» بعيدها القومي الـ53 على إيقاد الشعلة ترشيدًا للنفقات

وأضاف إبراهيم حامد، صاحب الـ 83 سنة، من أبناء مركز دراو: "التحقت بالعمل فى السد العالى منذ عام 1963، وكنت أعمل ممرضا فى المشروع ، بعد أن تدربنا على الإسعافات الطبية كاملة وكنا ننقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات القريبة وقتها وكان هناك مستشفي تم بناؤها  من قبل وزارة السد العالي آنذاك شرق المشروع وغربه".

وتابع :  "كان العمل في السد العالي لا يتوقف على مدار اليوم لإنجاز المشروع، وكانت أغلب الحالات التي كنت أتعامل معها بناء على تكليف الطبيب الموجود في مشروع السد العالى وقتها هي حالات انخفاض نسبة الأملاح الموجودة في أجسام العمال نتيجة خروج الأملاح فى صورة عرق ونواصل العمل ليلاً ونهاراً حتى ارتوت الجبال من عرقنا وكانت الأضواء الكاشفة تعمل بالليل لتسهيل الرؤية للعاملين"

ويحكي أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يزور المشروع باستمرار لحرصه على الانتهاء منه ،مشيراً إلى أن السد العالى كان يعتبر بمثابة معجزة القرن العشرين التى لا تتكرر فى ذلك الوقت بشهادة الاتحاد السوفيتي والدول الكبرى، مضيفاً: "الله يرحم عبد الناصر عمل لنا مشروعا قومياً لأولادنا بعد أن كنا تعبانين بسبب الفيضان".

أما محمد النوبي،67 سنة،أحد أبناء بناة السد العالي، وكان يعمل فني لاسلكي، فيروي أن التجهيزات في يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى .

ويضيف النوبي بأن تحويل مجرى نهر النيل بدأ فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً حيث تم إغلاق المجرى نهائياً وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر مروراً بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل ، ولتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964 .